البواب سرق الملايين من شقة بالمقطم

البواب سرق الملايين من شقة بالمقطم،قبل نحو عدة سنوات، قرر الرجل الخمسيني ترك قريته الكائنة بإحدي محافظات الوجة القبلي، قاصداً قاهرة المعز طامحا في الحصول على فرصة عمل تساعده في الإنفاق على أسرته الصغيرة وقتئذ.
وهو الأمر الذي تحقق عقب حصوله على فرصة عمل مع أحد أقاربه في مجال «المعمار» بمنطقة القاهرة الجديدة، إلا أن الحال لم تدم طويلا فكانت الأموال التي يتقاضاها لا ترضي أحلامه في تكوين ثروة اعتقد أن جمعها سيكون بين ليلة وضحاها.

علي أحد المقاهي الشعبية جلس الرجل الباحث عن الثراء مع شخص يعمل حارس عقار تعرف عليه خلال عمله في مجال «المعمار» يشكو حاجته للمال وفرصة عمل تدر له راتبا شهريا كبيرا.

وهنا جاءت اللحظة التي حولت حياته ١٨٠ درجة، بعدما أخبره الثاني بوجود فرصة عمل ستجلب له الثراء السريع خلال سنوات قليلة قائلا له: «فيه واحد صاحبي عاوز بواب يحرس عمارة في المقطم بمرتب مغرٍ»، لم يتردد الغريب في قبول العرض، وطلب منه التوجه معه علي الفور لمكان العمل الجديد.
وبعد وقت قصير استلم الرجل القروي، مهام عمله الجديدة وراح يعرف نفسه ويعرض خدماته علي قاطني العقار من شراء مستلزمات المنزل وتنظيف السلم، وجرت الأمور معه طبيعية، ليقرر بعدها السفر نحو بلدته لنقل أسرته للعيش معه داخل شقة سكنية بالطابق الأرضي في العقار الذي يحرسه، وهو الأمر الذي تحقق.

يوما تلو الآخر، أصبح الحارس الأشهر في المنطقة حيث تقمص دور الفنان الراحل أحمد زكي، خلال أحداث فيلم «البيه البواب»، حيث الحصول على الأموال من السمسرة جراء تأجير الشقق السكنية في المنطقة.
وفتحت له الدنيا ذراعيها خلال وقت قصير، لكنه لم يكتف بذلك بل قام باستئجار جراج في المنطقة لزيادة دخله الشهري واستحوذ علي المنطقة بأكملها من نظافة العمارات وغسيل سيارات السكان.

منتصف العام الجاري، طلب أحد السكان ويعمل مدير شركة للصناعة الورقية، ومقيم بذات العقار الذي يحرسه المتهم وأسرته، فتاة تعمل لديه خادمة وهنا لم يتردد الحارس وأرسل ابنته للعمل طرف الساكن المليونير.
ومنذ الوهلة الأولي لدخولها الشقة راحت تنظر لقطع الأثاث باهظة الثمن والأجهزة الكهربائية، ورجعت في نهاية اليوم لتروي لأبيها عن مظاهر الثراء شاهدتها داخل شقة صاحب العمل، وأخبرته بوجود حقيبة يبدو أنها ممتلئة بالأموال داخل إحدي الغرف ، طلب منها صاحب الشقة عدم نقلها أو العبث بها.

لم تمر الكلمات السابقة علي تفكير الأب مرور الكرام، ليطرح علي ابنته خطة شيطانية، إذ اختمرت في ذهنه فكرة بدأ في شرحها لها والتي حملت مفاجأة برغبته في سرقة صاحب الشقة بعد أن يثق في ابنته ويطمئن لها، وهو الأمر الذي سيدر عليهم أموالًا طائلة دون تعب أو كد.
ولم تتردد الفتاة في قبول العرض، بل لاقت الفكرة إعجابها، فالكلمات التي نطق بها والدها كانت بمثابة البساط السحري الذي سينقلهم من الأرض إلى السماء لتبدأ رحلة الثراء السريع.

بعد مرور وقت قصير، طلب الأب من ابنته تنفيذ الخطة وسرقة حقيبة الساكن المليونير عن طريق استخدام نسخة من «المفاتيح» تحصلت عليها الثانية منه بأسلوب «المغافلة» حال عملها لدى المجنى عليه.

وعقب تنفيذ جريمة السرقة، قام الأب بإخفاء الأموال معتقدا أنه سيفلت من العقاب، وبعد فتح الشنطة عثر بداخلها علي مبالغ مالية عملات أجنبية.

عقب اكتشاف صاحب الشقة سرقة أمواله قام بإبلاغ الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة عن تعرضه للسرقة وسرقة حقيبة خاصة بالشركة عمله” وبداخلها (مبالغ مالية عملات “أجنبية” وعلي الفور انتقل رجال المباحث الجنائية لمحل الشقة محل الواقعة.

التحريات والبحث الجنائي أكد أن حارس العقار وابنته وراء ارتكاب الواقعة، عقب ضبطهما حاول نفي التهمة عنه لكنه اعترف بتنفيذ السرقة، وتم بإرشادهما ضبط المبلغ المالى، وجزء بالعملة “المحلية” قام المتهمان بتغييرها من المبلغ المستولى عليه.
وباستدعاء المجنى عليه اتهمهما بالسرقة وتم اتخاذ الإجراءات القانونية، وبالعرض علي النيابة العامة أصدرت قرارها بحبسهما ٤ أيام على ذمة التحقيقات.