الأحدث
تطبيقات تؤدي الى الانتحار واخرى الى السجن تعرف على ابتزاز الانترنت

تطبيقات تؤدي الى الانتحار واخرى الى السجن تعرف على ابتزاز الانترنت

تطبيقات تؤدي الى الانتحار واخرى الى السجن تعرف على ابتزاز الانترنت، “الحوت الازرق”تطبيقات النصب بلاقتراض، تطبيقات على الانترنت لا أحد يعرف من خلفها هل هي الماسونية أم الفكر اليهودي المعروف بالرهان والابتزاز واغراق الاخرين بالديون وبعدها المفاوضة، وهذا ما أظهرته قصة السيدة التي سقطت في أيدي من لا يرحم نستعرضها في السطور التالية.
«حياتي شبه اتدمرت».. بتلك الكلمات بدأت «دينا» سرد قصتها مع أحد تطبيقات الاقتراض التي اضطرها إلى التداين بـ 70 ألف جنيه، وإصابتها بمرض السكري ومن ثم تفكيرها في الانتحار وإنهاء حياتها، لأنها كانت «شبه ميتة» على حد وصفها.

عض تطبيقات القروض توهم العملاء بأنه يمكنهم الحصول على مبالغ ضخمة بفوائد أقل بمهلة سداد تقارب السنة، ما يجد المستخدمون عكسه عند التسجيل بالتطبيق، فلا يمر سوى أسبوع فقط حتى تجري مطالبتهم بسداد مبلغ القرض، وفي حال عدم السداد يرسل القائمون على التطبيق روابط تطبيقات أُخرى يمكن للمستخدمين الاقتراض منها وسداد المبلغ الأول.

في هذه الحالة يصبح المستخدم شخصا يقترض من تطبيق ليسدد للآخر، أما في حال تأخر المستخدم عن السداد أو عدم قدرته على السداد نهائيًا، يبدأ القائمون على التطبيق بتهديده وإرسال رسائل بذيئة لجهات الاتصال التي جرى السماح لهم بالوصول إليها من المستخدمين عند التسجيل، ومن الممكن أن يصل الأمر إلى نشر الصور الخاصة بالمستخدمين، بعد أن حصلوا أيضًا على إذن يسمح لهم بالدخول عليها في الهاتف، أو استخدام الصورة التي سجل بها المستخدمين عند تحميل التطبيق، وأحيانا فبركة صور عارية للضحايا.

ابتزاز وطرد من الوظيفة
«دينا» واحدة من ضحايا أحد تطبيقات الاقتراض، تقول لـ«المصري اليوم»، إن تجربتها بدأت عندما أُرسل إليها أحد الروابط الخاصة بأحد التطبيقات في رسالة عبر الإنترنت، مضمونها أنها تستطيع اقتراض مبالغ مالية تبدأ من 5 آلاف جنيه حتى 20 ألفا وأكثر والسداد على مدة تصل إلى 3 أشهر، ما دفعها للتسجيل بالرابط على الفور، ولم يتسلل الشك إليها.

حملت «دينا» المعلمة بإحدى المدارس، التطبيق وسجلت به، وطُلب منها إدخال جميع البيانات الخاصة بها بما فيها رقم «الفيزا»، وعنوان العمل، كذلك السماح بالدخول إلى جهات الاتصال، ورغم غرابة البيانات التي طُلبت منها كعنوان المدرسة التي تعمل بها، فإن الأمر زاد من ثقتها، لأنها ظنت أنها بيانات رسمية وليست شخصية لذلك لن يستخدموها فيما يضرها.

الحكومة تحذر
في أكتوبر الماضي، أصدر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء نفيًا لما تردد بشأن إطلاق تطبيقات إلكترونية تمنح المواطنين قروضًا، منوهًا بأن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات نفت الأمر، وأكدت أنه لا صحة لإطلاقها أي تطبيقات إلكترونية على الهاتف المحمول لمنح المواطنين قروضًا مالية، موضحة أنه لا يوجد أي منصة إلا منصة مصر الرقمية والمعنية بالخدمات الحكومية الرقمية والتي لا يوجد بها أي تطبيقات لمنح قروض.

اعتقدت «دينا» بعد التسجيل بالتطبيق أنه الوسيلة التي ستساعد في تحسين معيشتها وحالتها المادية، لكنها تفاجأت بأنهم أقرضوها 300 جنيه فقط، رغم أن المبلغ المفترض أن يكون 5 آلاف جنيه، ما أثار استغرابها بشدة، لكنها لم تولِ للأمر اهتمامًا كبيرًا، وواصلت ممارسة حياتها بشكل طبيعي، لم يمر سوى 4 أيام حتى وجدت اتصال هاتفي من القائمين على التطبيق يطالبونها بسداد 425 جنيهًا، رغم أن مدة السداد تصل إلى 90 يومًا، مبررين ذلك بأنه حتى تتمكن من اقتراض مبلغ أكبر.

لم تكن «دينا» تمتلك المبلغ المطلوب سداده، لذا اضطرت إلى التسجيل في التطبيقات الأخرى التى أرسلوها إليها للاقتراض منها والسداد، فباتت تقترض من تطبيق لسداد الآخر، ومع المحاولات العديدة التي بذلتها للخروج من الدائرة الجهنمية التي سقطت فيها بين ليلة وضحاها، وجدت نفسها اقترضت نحو 70 ألف جنيه، وطردت من عملها بعد 11 عامًا إثر عملية تشهير من التطبيق لدى مديرة مدرستها، كما أن حياتها الزوجية كانت على وشك «الخراب».

تُضيف «دينا» أنها مع عدم قدرتها على سداد المبالغ، أرسل القائمون على التطبيقات صورتها الشخصية التي سجلت بها، وصور بطاقة الرقم القومي، لجهات الاتصال الخاصة بها، بمن فيهم أهلها وأهل زوجها، وزوجها نفسه، ولم يكتف القائمون على التطبيق بالاتصال بهذه الجهات فقط، بل تواصلوا مع مدير المدرسة التي تعمل بها، والتي بدورها حولتها للتحقيق لينتهي الأمر بالاستغناء عنها.

وبعد أن باءت جميع محاولتها لإيجاد فرصة عمل أخرى بالفشل، اضطرت «دينا» لإعطاء الدروس الخصوصية حتى تتمكن من سداد ديونها التي حررت إيصالات أمانة مقابلها، ما حال بينها وبين التوجه للطبيب النفسي، بعد محاولة الانتحار، لأن ما ستدفعه مقابل العلاج سيكون مقابل سداد ما عليها من ديون.
10 أيام في المستشفى
«محمود» (اسم مستعار)، يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي كعادته اليومية، وجد إعلان أحد تطبيقات الاقتراض، يمكن من خلاله أن يقترض مبلغ يصل إلى 10 آلاف جنيه ومدة سداد تصل إلى 90 يومًا، سارع على تحميل التطبيق والتسجيل به، ليجد أن طريقة عمله مخالفة للمذكور في الإعلان، إذ إنه لا يستطيع اقتراض سوى 700 جنيه وسيسددها 1100 جنيه بعد أسبوع واحد فقط.

تجاهل «محمود» مخاوفه لحاجته للمبلغ، وبعد مرور الأسبوع المقرر لم يجد المال الكافي للسداد، فاضطر إلى الرضوخ إلى مغريات موظف التطبيق وتحميل التطبيقات الأخرى للسداد، ووقع في مصيدة الاقتراض، حتى وجد نفسه مطالبًا بسداد ما يصل إلى 4000 جنيه أسبوعيًا لسداد مبالغ هو لم يحصل عليها بالفعل بسبب غرامات التأخير.

حاول «محمود»، الذي يعمل تاجرًا، المواظبة على سداد ديون الاقتراض، ما دفعه لأخذ قرض من البنك بـ50 ألف جنيه والاشتراك بـ«جمعية» بقيمة 30 ألف جنيه، حتى يتمكن من سداد نحو 90% من الديون، ليتفاجأ بعدها بمطالبته بسداد المبلغ مرة أخرى، وبعد محاولاته إثبات أنه بالفعل سدد ومعه ما يُثبت ذلك، إلا أنهم كانوا مُصرين على أن ما سدده لم يصل لحسابهم.

لم يتحمل الرجل الخمسيني الصدمة، ليفقد الوعي، حسب حديثه لـ«المصري اليوم» بعد أحد المكالمات الذي أجراها معهم، واضطر لدخول المستشفى 10 أيام منها 3 بالعناية المركزة.

توالت المفاجآت التي كان يتلقاها حتى بعد خروجه من العناية المركزة، ليجد أنهم خلال الفترة التي لم يتمكنوا فيها من التواصل معه، تواصلوا مع جهات الاتصال المسجلة على هاتفه، لإبلاغهم بأنه اقترض وضعهم كضامن، ما دفع التجار الذي كان يتعامل معهم إلى مطالبته بسداد المبالغ المالية التي يدين بها لهم في التعامل بالتجارة، ولم ينته الأمر عند هذا الحد بل امتد إلى إنهاء التعامل معه كليًا، ليجد نفسه بين جدران محله وهو فارغ بعد أن كان يمتلئ بالبضائع.