الأحدث
وابل من الرصاص يطلقه صاحب معرض رخام على جاره وابنه

وابل من الرصاص يطلقه صاحب معرض رخام على جاره وابنه

وابل من الرصاص يطلقه صاحب معرض رخام على جاره وابنه «الأب ونجله» حاولا أن يفدى أحدهما الآخر، لكنهما أُصيبا بطلقات الرصاص التي أطلقها صاحب معرض رخام على قدميهما، ولم يكترث لصراخهما، بينما ابنه يردد: «هموت.. هموت».

كان «الحوت» يتشاجر مع عامل بورشة إصلاح إطارات السيارات، كونه يركن «الكاوتشات» بجوار رصيف لأرض فضاء، وهو يريد أن يستحوذ عليها لعرض بضاعته: «ليه بترمى الحاجات بتاعتنا وهى بعيد عندك».. كانت بداية المشاجرة مع العامل، الذي استعان بصاحب الورشة وابنه ليطلق عليهما الجار الرصاص.

وصل «سعيد»، صاحب الورشة بحدائق المعادى في القاهرة، والتى استأجرها منذ شهرين، إلى محل عمله يستعلم من العامل: «إيه اللى حصل؟»، فشرح له «مفيش دون سابق إنذار، لقيت (الحوت) بيرمى الكاوتشات اللى بنركنها على الرصيف المقابل لينا وسط الشارع، ولما قلت له: (ليه بتعمل كده؟)، نال منى بالسباب بألفاظ نابية على مرأى ومسمع من الأهالى».

لم يكن أمام «وليد» سوى الاتصال بمالك الورشة «سعيد»، ويقول إنه يخشى جبروت «الحوت»، الذي لديه العديد من العمال بالمعرض، وأقاربه يملأون المنطقة، حيث كادوا يعتدون عليه بالضرب مجاملةً للرجل الشهير بأنه رجل أعمال

ضل «سعيد» طريقه إلى «الحوت»، وتوجه إلى معرضه ليعاتبه على ما حدث، في الوقت ذاته ابنه «عزوز»، الشاب العشرينى، كان قد وصل إلى المكان، وتقابل مع صاحب معرض الرخام أمام مقهى، وسأله وهو يتلعثم: «ليه بترمى الكاوتشات بتاعتنا على الأرض، إحنا عملنا لك حاجة؟!»، لم يمهله للحظة «شدّ أجزاء مسدسه المرخص»، كما يروى والد الشاب: «سمعت من بعيد صوت المسدس، قربت على ابنى جرى عشان أفديه من ضرب النار».

توقف «سعيد» أمام ابنه يحميه بظهره، و«الحوت» ضربه بطلق في قدمه، فبدل الابن الحال ليفدى أباه من طلقات محتملة أخرى، فكان جزاؤه «طلقتين وراء بعضهما في قدمه أيضًا»، ويحكى الأب: «قمت من مكانى حاولت أفدى ابنى من تانى، بس الجانى ضرب 3 طلقات تانيين على رجله».

«هموت، هموت يا أبويا».. صرخ «عزوز» من الألم، وصاحب معرض الرخام يمشى وسط الناس مزهوًّا بنصره عليهما، وعقب نقل المجنى عليهما إلى المستشفى تبين أن إصابة الأب كانت خارجية، بينما تهتكت قدم ابنه ليعتصره الحزن، ويبكى: «ابنى ده عريس، خطوبته كانت من أسبوعين، وكنا هنفرح بيه أول السنة الجديدة»، ويؤكد أن المتهم بإطلاق النار استفزهما، وأرسل شخصًا إليهما يبلغهما بأنه مستعد لدفع 200 ألف جنيه لهما مقابل العلاج والصلح وإنهاء الخلاف.
الأب يحكى أنه يفتح ورشته 24 ساعة، واعتاد ركن بعض الكاوتشات في أرض خالية من السكان لتشير إلى القادم من بعيد إلى وجود ورشة لتصليح إطارات السيارات، وجاره «الحوت» يريد الاستيلاء على المنطقة بأكملها ويعرض عليها بضاعته من قطع الرخام، ويواصل حكيه: «الشرطة لم تُقصر، في غضون ساعة زمن كانوا قد ضبطوا المتهم، وتمت إحالته إلى النيابة العامة، التي قررت حبسه».

الابن المجنى عليه تزداد معاناته ليس مع تدهور حالته الصحية فحسب، بل لعدم نسيانه المشاهد الدامية، ولحظة سقوطه أرضًا وهو يدارى أباه بجسده ليحميه من طلق النار والعكس، ويتصور أن مسدس «الحوت» لولا نفاد خزينته من الطلقات لكان قد قتل واحدًا فيهما، إن لم يكن كليهما.

الشرطة أعادت الهدوء إلى المنطقة، وورشة إصلاح السيارات فُتحت من جديد، والعاملون بها متواجدون، والزبائن يترددون عليها بصورة طبيعية، ولا أحد من عائلة المتهم يعلق على ما اقترفه في حق الأب وابنه، فيما الأهالى يشجبون ما أقدم عليه وينددون بسلوكه.