الأحدث

رسالة مؤثرة من القاضي يوم اعدام محمد عادل

رسالة مؤثرة من القاضي يوم اعدام محمد عادل،قبل عام من الآن يوم 20 يونيو 2022 كان لجامعة المنصورة نصيبا ان تشهد احدى ابشع الجرائم عندما اقدم احد طلابها على نحر رقبة زميلته أمام بوابة توشكى قبل دخولها للامتحان.. خلال دقائق من الجريمة التي رصدتها مقاطع فيديو تصدر اسمي الجاني والمجني عليها مواقع التواصل الاجتماعي وتبين انه يدعى محمد عادل وقرر الانتقام من زميلته نيرة اشرف بعدما خيل اليه انها عشمته بالزواج ثم رفضته.

خلال ايام قليلة كان يقف المتهم محمد عادل في قفص محكمة جنايات المنصورة وأدلى بأقواله مرة أخرى بعد سرد كافة الاعترافات في تحقيقات النيابة العامة وبعد مرور أسبوع تحديدا يوم 28 يونيو 2022 صعد المستشار بهاء الدين المري رئيس محكمة جنايات المنصورة المنصة وقبل أن ينطق بحكمه ألقى كلمة موجهة للمتهم وقال:

كلمة المحكمة لمحمد عادل
– قبلَ النُطقِ بما انتهـت إليهِ المُداولة، تُقدمْ المَحكمةُ بكلمَةٍ إلى المجتمعْ، تَـراها في هذا المَقامِ واجبة:

– دُنيا مُقـبلةٌ بزخَارفِها، وإنسانٌ مُتكالبٌ على مَفاتِنها.

– ماديةٌ سَيطرَت، فاستلبَت العُقولَ وصارَ الإنسانُ آلة.

– يَــقينٌ غابَ، وباطلٌ بالـزَّيف يَحيَا، وتَــفاهاتٌ بالجَهر تَتــواتَــر.

– وبَيتٌ غابَ لسببٍ أو لآخر.

– والمؤنسِاتُ الغالياتُ صِرن في نظر المَوتُورينَ سِلعة، والقواريرُ فَـواخــير.

– ونَــفـسٌ تَــدثـَـرت بــرداءِ حُــبٍ زائفٍ مَكذوب، تأثرت بثقافةِ عَـصر اختَـلطت فيه المَفاهيمُ.

– الـرغبةُ صَارت حُبًا، والقتلُ لأجلهِ انتصارًا، والانتقامٌ شَجاعةً، والجُرأةَ على قِـيَم المُجتمع وفُحشِ القَـولِ والعلاقاتُ المُحـرَّمةُ، تُسمَّى حُـريةً مَكفولة.

*

– ومن هذا الرَّحم وُلدَ جَنينًا مُشوَهًا.

– وَقُـودُ الأمَّةِ صارَ حَطبَها.

– باتَ النشءُ ضَحيةَ قُــدوةٍ مُشوهة، وثقافاتٍ، مَسمُوعةٍ ومَرئيٍّةٍ ومقروءة، هذا هو حالُها.

– ومن فَــرْطِ شُــيوعــهِ، واعتباره من قبلِ كثيرين كشفًا لواقع، زُيِّـنَ لهم فَـرأَوهُ حَسنًا، فكان جُـرمِ اليوم له نِتاجَا.

– أفَـَـتــذهبُ نَـفسُنا عليهم حسَـرات؟!

– إنَّ هذا الخَـللَ، إنْ لم نأخذ على أيدي المَوتورينَ ومُروِّجيهِ؛ استفحَـلَ ضَرَرُه، وعَـزَّ اتقاءُ شَـرِّه، واتسَع الـرَّتقُ على الـراتق.

– ولكلِّ ما تَقدمَ، تُطلِـقُ المَحكمةُ صَيحَة:

– يَا كُلَّ فِـئاتِ المُجتمعِ لابُـدَّ مِن وَقفَـة.

– يا كُلَّ مَن يَقْـدرُ على فِعلِ شَيءٍ هَلُمُوا.

– اِعقدوا مَحكمةَ صُلحٍ كُبرَى بين قُـوَى الإنسانِ المُتابينةْ، لنُنَـمِّيَ فيهِ أجـملَ ما فيه.

– أعيدُوا النَشءَ المُلتوي إلى حَظيرةِ الإنسانية.

– عَلِموهُم أنَّ الحبَّ قَـرينُ السلامْ، قَـرينُ السَكينةِ والأمانْ، لا يَجتمعُ أبدًا بالقتلِ وسَفكِ الدماء.

– أنَّ الحبَّ ريحٌ من الجَنةِ، وليس وَهَجًأ من الجَحيم.

– لا تُشوهوا القُــدوةَ في مَعناها فـتَنحلَّ الأخلاقْ.

– عَظِمُوها تَنهضُ الأمَّة.

– هكذا يكونُ التناولَ، بالتربيةِ، بالموعظةِ الحَسنَةِ، بالثقافةِ، بالفَـنِون، بمنهجٍ تكونُ الوَسَطَيةُ وسيلتَه، والتَسامُحُ صِفتَه، والـرُشدُ غايَتَه.

*

– وإلى الآباء والأمهات نقول:

– لا تُضيِّعوا من تَعُــولون.

– صَاحِبُوهم، ناقِـشُوهُم، غُوصُوا في تفكيرهم.

– لا تتركُوهُم لأوهامِهم. اغــرسُــوا فيهم القِـيَم.

طعنات غدر جريئة

– وإلى القاتلِ نقول:

– جـئتَ بفعلٍ خَسيس هــزَّ أرضًا طيبةً أَسَرَت لويس.

– أَهــرَقتَ دَمًا طاهرًا بطعَـناتِ غَـدرٍ جَـريئة.

– ذبَحتَ الإنسانيةَ كلها، يومَ أنْ ذبَحَتَ ضَحيةً بريئة.

– إنَّ مَثَـلَكَ كمَثلِ نَـبتٍ سامٍ في أرضٍ طيبة.

– كُلما عَاجَـلَـهُ القَطعُ قبلَ أن يَمتـدَ، كان خيرًا للناسِ وللأرضِ التي نَـبتَ فيها.

– ونعودُ إلى الدعوى:

– بعد مُطالعة الأوراقِ، وسماع المرافعةِ الشفويةِ والمُداولةْ، فقد اطمأنَّ وجدانُ المحكمةِ تمامَ الاطمئنانِ، وبالإجماع، إلى إعمالِ نصِّ الفقرةِ الثانيةِ من المادة 381 من قانون الإجراءات الجنائية.

لذلك

قررت المحكمةُ، إرسالَ أوراقِ القضيةِ إلى فضيلةِ مفتي الجمهورية، لأخذ الرأي في إنزالِ عقوبة الإعدام بالمتهم، وحددت للنطق بالحكمِ جلسة يوم الأربعاء الموافق السادس من شهر يولية 2022.

ونفذ صباح اليوم حكم الاعدام في محمد عادل قاتل نيرة اشرف داخل مركز الاصلاح والتأهيل بجمصة وتسلمت اسرته جثمانه من مشرحة مستشفى المنصورة الدولي ونقله الى المحلة الكبرى حيث تم دفنه بمقابر الصدقة.