جاء شهر رمضان المبارك وتعددت الأعمال الدرامية لنجوم الدراما المصرية والعربية , وحيث أن تلك المسلسلات تشكل جزء هام من ثقافة ووجدان ملايين من المشاهدين الذين ينتظرون تلك الأعمال من العام للعام.
وفي خضم العدد الكبير من الأعمال الدرامية لا يمكن أن تمر هذة الأعمال على أساتذة القانون مرور الكرام، دون الكشف عن بعض الأخطاء القانونية بها وتوضيحها للمشاهدين.
وقال أستاذ القانون عصام البناني أن هناك خطأ قانوني في أحد الأعمال الدرامية المعروضة حاليا وهو المسلسل الناجح “حرب أهلية” للنجمة الكبيرة يسرا ومعها كوكبة من نجوم الدراما المصرية والعربية , عندما ذهبت النجمة الكبيرة “يسرا” إلى زوجة طليقها خلعاً فى المسلسل وسببت طلاقها من زوجها خلعاً وقالت أن سبب تطليقها خلعاً “بسبب العقم”!!
وقال البناني أن المشاهد الكريم يجب أن يعلم مدى قانونية إستصدار حكم خلع وسند ذلك شرعاً وفقهاً، وإذا ما كان يجب أن يكون هناك سبباً مثل العقم أو غيره من عدمه.
سند التطليق خلعاً من القرآن الكريم:
قوله تعالى فى سورة البقرة (الآية 229): (الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان. ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً إلا أن يخافا إلا يقيما حدود الله , فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما أفتدت به , تلك حدود الله فلا تعتدوها , ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون).
وتابع البناني أن الآية الكريمة أحلت للزوجة أن تفتدى نفسها من الزوج ببدل إذا خاف الزوجان إلا يقيما حدود الله.
والمقصود بقوله تعالى: (فإن خفتم ألا يقيما حدود الله) أى يخافا ألا يقيما حدود الله فيما أفترض لكل واحد منهما على صاحبه فى العشرة والصحبة , لأن المغاضبة تدعو إلى ترك الطاعة.
ومن السنة الشريفة:
ما رواه البخارى والنسائى عن أبن عباس من أن جميلة بنت عبد الله بن أبى – أمرأة ثابت بن قيس – وكانت تبغضه وهو يحبها – أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت: “يا رسول الله , ثابت بن قيس ما أعتب عليه فى خلق ولا دين ولكنى أكره الكفر فى الإسلام – وكان قد أمهرها حديقة 0 فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أتردين عليه حديقته؟ فقالت نعم وقال لثابت “إقبل الحديقة وطلقها تطليقه” , فأختلعت منه بمهرها فقط.
والسند القانونى للتطليق خلعاً:
نصت المادة (20) من القانون رقم 1 لسنة 2000 فى مسائل الأحوال الشخصية:
“للزوجين أن يتراضيا فيما بينهما على الخلع , فإن لم يتراضيا عليه وأقامت الزوجة دعواها بطلبه وأفتدت نفسها وخالعت زوجها بالتنازل عن جميع حقوقها المالية الشرعية وردت عليه الصداق الذى أعطاه لها , حكمت المحكمة بتطليقها عليه.
ولا تحكم المحكمة بالتطليق للخلع إلا بعد محاولة الصلح بين الزوجين , وندبها لحكمين لموالاة مساعى الصلح بينهما , خلال مدة لا تجاوز ثلاثة أشهر , وعلى الوجه المبين بالفقرة الثانية من المادة (18) والفقرتين الأولى والثانية من المادة (19) من هذا القانون , وبعد أن تقرر الزوجة صراحة أنها تبغض الحياة من زوجها وأنه لا سبيل لأستمرار الحياة الزوجية بينهما وتخشى ألا تقيم حدود الله بسب هذا البغض”.
مما يعنى أنه لا يجب أن يكون هناك سبباً مثل العقم أو غيره كسبب للتطليق خلعاً , حيث أنه وكما أوضحنا أن الشرع من القرآن الكريم والسنه النبوية وما جرى عليه القانون أنه فى حالة بغضت الزوجة الحياة مع زوجها وأفتدت نفسها بالتنازل عن جميع حقوقها المالية والشرعية وردت عليه الصداق الذى أعطاه لها .. يصدر لها حكم الخلع.
دون الحاجة إلى إبداء أسباب جوهرية مثل العقم أو خلافه من الأسباب وهذا حتى لا يختلط الأمر للمشاهد الكريم بين الخلع والطلاق للضرر.